الدكتور عصام سالم باتياه

آثار السمنة النفسية على الإنسان

لا تقتصر الآثار النفسية لزيادة الوزن على فقدان الثقة و القلق فحسب, بل يمكن ان تشمل على اضرابات اكثر خطورة مثل الاكتئاب و فقدان الشهية, أو الشره المرضي و الذي يؤدي بدوره الى اضطرابات الأكل و الشراهة. و السبب في ذلك هو فقدان الثقة بالنفس. حيث ان الثقافة المجتمعية الحديثة ترى الجسم المثالي بانه الجسم الرشيق وحسب , و بأن الأجسام الجذابة والمثيرة هي فقط تلك الأجسام المثالية دون سواها . هذه الثقافة تجعل الشخص صاحب الوزن الزائد يشعر بأنه شخص غير مرغوبٍ به. لذا يشعر الأشخاص الذين يعانون من السمنة بالازدراء والأكتئاب ومن مشاكل نفسية تنعكس سلباً بشعور الشخص تجاه نفسه ,خاصة النساء منهم.

و من المفارقات ان يؤدي التوتر النفسي الى زيادة الوزن, حيث يلجأ الناس ( السمين و النحيف) الى التخفيف من هذا التوتر عن طريق تناول الطعام, حيث ان الطعام بحد ذاته يعتبر من متع الحياة و ملذاتها,وهذا مع الزمن يؤدي الى زيادة الوزن و بالتالي يؤدي ذلك الى الاثار النفسية السيئة التى أشرنا اليها سابقاً, فكأننا هنا ندور في حلقة مفرغة أو دوامة. لذا ليس من الضروري ان تكون سميناً بدايةً لكي تصاب بالمتاعب النفسية و زيادة الوزن.

للاسف فإنه غالباً ما ينجذب الشخص صاحب الوزن الزائد الى نمط حياة منخفض النشاط و مستقر, لذا يميل هؤلاء الى فقدان الطاقة مقارنة مع أقرانهم من أصحاب الوزن الطبيعي، وهذا أيضا يؤدي الى دوامة الوزن الزائد واثاره النفسية. نظرياً من الممكن القضاء على هذه المشاكل بزيادة مستوى النشاط و الطاقة البدنية اليومية بأداء التمارين الرياضية كالجري, لكن من الناحية العملية فإن هذا احتمال ضعيف .حيث ان الشخص الذي يعاني من السمنة يحتاج لبذل جهد أكبر و مضاعف للشعور بالنشاط, ناهيك عن التوتر العضلي عند ممارسة التمارين الرياضية في البداية, و للاسف هذا يؤدي الى الابتعاد عن الحركة و النشاط و بالتالي زيادة الوزن و الحلقة المفرغة ذاتها.

مع مرور الوقت يؤدي ذلك الى عدم التمكن من القيام بمهام الحياة اليومية مثل صعود الدرج,كما يؤدي الى الشعور بالارهاق من اقل مجهود يبذل, و على المدى البعيد يؤدي هذا الى الشيخوخة المبكرة لا قدر الله.

لا تتردد بالتواصل معنا و طلب وجز موعد في أقرب وقت من هنا.

ما هو تأثير السمنة على الصحة النفسية؟

تزيد السمنة من خطر الإصابة باضطرابات نفسية مختلفة، مثل: الاكتئاب والقلق، وهذا لعدة أسباب نذكر منها:[٤][٥]

  • تأثير السمنة على جودة الحياة: حيث أن السمنة تسبب عدة أمراض جسدية منها: أمراض القلب والسكري، كما أنها تجعل حركة المريض صعبة، وتقلل من قدرته على ممارسة الأنشطة الخارجية، أو السفر، وذلك يقلل مشاركته في الحياة الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء، مما يؤدي الشعور بالوحدة والانعزال، وهذا بدوره يؤثر سلبًا على الصحة النفسية.
  • ثقافة العيب المرتبطة بالسمنة: ينظر المجتمع لمرضى السمنة بصورة نمطية على أنهم غير مسؤولين، أو كسولين، أو عديمي الانضباط، وقد يرى البعض زيادة الوزن بصورة سلبية جماليًا وظاهريًا، مما قد يعرض المرضى للتنمر أو المعاملة بتمييزٍ غير عادل، ويزيد تأثير ثقافة العيب المرتبطة بالسمنة عند الأطفال والمراهقين، مما قد يقلل من ثقتهم بأنفسهم ويشعرهم بالاكتئاب.
  • قلة الثقة بالنفس: زيادة الوزن تؤثر على الصورة التي يرسمها الشخص لنفسه، وتؤثر سلبًا على نظرة المرء لجسده، وقد تجعله يشعر بعدم الرضا عن شكله ومظهره، مما قد يؤدي إلى القلق والخوف من نظرة الناس إليه، أو الشعور بالحرج من مظهره.

طرق تحسين الحالة الصحية والنفسية

بما أن الصحة النفسية مرتبطة بشكل كبير بالسمنة، فإن الخيار الأمثل هو محاولة فقدان الوزن لتحسين الصحة العامة ككل، وقد يكون ذلك ممكناً للجميع عبر اتباع تغييرات في الحمية المتبعة، وزيادة النشاط البدني والحركة، ويمكن اتباع النصائح التالية في سبيل ذلك:[٧][٦]

  • تناول الأغذية الصحية التي تساعد على إنقاص الوزن ورفع المزاج، فقد وجد أن الالتزام بمثل هذه الأغذية يساهم في إطلاق نواقل عصبية تحسّن المزاج، منها الخضراوات والفواكه، الحبوب الكاملة، الدهون الصحية مثل الأفوكادو وبذر الكتان، والبروتينات من البيض والدجاج، أو اللحوم.
  • الابتعاد عن الأطعمة السريعة أو السكرية، والأطعمة المصنّعة التي تحتوي على كميات هائلة من الصوديوم.
  • الالتزام بممارسة النشاط البدني، إذ أنه إلى جانب دور الرياضة في نقصان الوزن، فإنها أحد أهم الممارسات المساعدة على إطلاق هرمونات السعادة المفيدة للصحة النفسية، وينصح بممارسة الرياضة (المشي أو ركوب الدراجة أو غيرها) بمعدّل نصف ساعة على الأقل 5 أيام في الأسبوع، أو بمعدّل 75 دقيقة بالأسبوع من الرياضات الأكثر شدة، مثل السباحة.
  • الحصول على نوم جيد لدوره في تنظيم المزاج والسمنة.
  • الحصول على ما يكفي من فيتامين د عبر التعرّض لأشعة الشمس 10 دقائق يومياً ما بين 9-7 صباحاً، أو عبر تناول الأطعمة الغنية به، إذ أشارت الدراسات إلى أن نقص فيتامين د يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب والسمنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *